اعلنت الحركة في وقت مبكر من صباح اليوم الاربعاء انها ستتخلى عن تطلعاتها الى الحكم الذاتي لتطبيق اتفاق السلام المتعثر الذي توسطت فيه السعودية في خطوة كبيرة نحو سد الخلاف الخطير بين الحلفاء الاسميين في الحرب الفوضوية بالوكالة.
وقال نزار هيثم المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي للانفصاليين، وهو مجموعة تضم ميليشيات تدعمها الامارات العربية المتحدة، ان الانفصاليين سيتخلىون عن احلامهم بالحكم الذاتي على جنوب اليمن لمتابعة اتفاق الرياض.
وقال هيثم ” لقد حققنا أهدافنا ” ، مشيرا إلى أن الإعلان جاء تحت ضغط شديد من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ” نؤكد استمرار وتعميق شراكتنا الاستراتيجية مع التحالف العربى “.
ويمهد اتفاق تقاسم السلطة الذي وقع في العاصمة السعودية الرياض الخريف الماضي الطريق لانهاء التنافس الطويل بين الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية والانفصاليين الجنوبيين المدعومين من الامارات. وقد تعرض الاتفاق لفوضى في وقت سابق من هذا العام، عندما سيطر الانفصاليون على مدينة عدن الساحلية الجنوبية، المقر المؤقت للحكومة المعترف بها دولياً، مما أشعل اشتباكات عنيفة في جميع أنحاء جنوب اليمن وأرخبيل سقطرى.
واعلنت السعودية في وقت مبكر من صباح اليوم الاربعاء انها اقترحت خطة “لتسريع” تطبيق الاتفاق الذي ينص على تشكيل حكومة جديدة في غضون ثلاثين يوما وتعيين محافظ جديد ومديرا امنيا لعدن، طبقا لوكالة الانباء السعودية.
وطوال الحرب، كانت الدولتان العربيتان السنيتان، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، شريكتين في تحالف عسكري يقاتل للإطاحة بالمتمردين الحوثيين الشيعة المتحالفين مع إيران، الذين استولوا على شمال اليمن في عام 2014.
أسوأ كارثة إنسانية في العالم
وكثيراً ما تحولت المواجهة بين حلفائهما اليمنيين إلى اضطرابات عنيفة، مما يهدد بتحطيم التحالف الذي تقوده السعودية ويعقد جهود السلام الأوسع نطاقاً لإنهاء الصراع المستمر منذ خمس سنوات، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 112,000 شخص وفجر أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
ويحدد الاقتراح السعودي الجديد التزامات تشكل عقبات منذ اشهر مثل تشكيل حكومة تضم 24 وزيرا يتمتعون بتمثيل متساو عن الشماليين والجنوبيين بمن فيهم الانفصاليون. كما يطلب انسحاب القوات المتنافسة من عدن ومحافظة أبين الجنوبية.
ولا يزال التزام الطرفين بالاتفاق النهائي غير واضح. لكن تنازل المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أثار غضب مؤيديه المتشددين على وسائل التواصل الاجتماعي، يشير إلى أن الانفصاليين وافقوا من حيث المبدأ على الاقتراح السعودي.
وتمنح الخطة رئيس الوزراء اليمني الحالي، ماين عبد الملك سعيد، تفويضا بتشكيل الحكومة خلال الشهر المقبل. عينت وكالة الانباء اليمنية (سابا) اليوم الاربعاء مديرا امنيا وعين محافظا لعدن.
ورحب المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجي بادي بالمبادرة السعودية واعرب عن امله في ان يفي الانفصاليون بوعدهم بتنفيذ الاتفاق “من المصلحة الوطنية الضرورية والملحة”.
وقال خالد بن سلمان، نائب وزير الدفاع السعودي، إن “جهود ولي عهد محمد بن سلمان نجحت” في تنفيذ اتفاق الرياض “وتحقيق السلام والأمن والازدهار الدائم لليمن”.
الملايين دفعوا إلى حافة المجاعة
ويأتي هذا التقارب في الوقت الذي سعت فيه المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، الراعيان الرئيسيان للحرب، إلى الابتعاد عن حربهما المكلفة مع المتمردين الحوثيين، والتي دفعت الملايين إلى حافة المجاعة واستقرت في مأزق دموي.
وكانت السعودية قد اعلنت لاطلاق النار من جانب واحد فى وقت سابق من هذا العام ، الامر الذى انهار بسرعة ولكنه عكس بشكل اوسع عدم ارتياحها المتزايد للحرب. وفي الصيف الماضي، أعلنت الإمارات العربية المتحدة أنها تنهي دورها في النزاع، على الرغم من أنها لا تزال تمارس نفوذها من خلال وكلائها، مثل الجماعة الانفصالية.