نصحت بريطانيا بعدم السفر الى اسبانيا باستثناء السفر الضرورى بينما حذرت المانيا مواطنيها اليوم الثلاثاء من تجنب المناطق الاكثر تضررا فى البلاد حيث تسجل اسبانيا ارتفاعا جديدا فى حالات الفيروس التاجى يهدد بشكل اكبر بتقويض اقتصادها الذى يثقل السياحة .
أدى الحظر الفعال الذي فرضته بريطانيا على السفر إلى إسبانيا في أعقاب ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس التاجي في شمال شرق البلاد يوم الثلاثاء إلى عدم وجود نهج شامل على مستوى القارة لقمع الفيروس وإعطاء الاقتصادات التي تضررت بشدة وتعتمد على السياحة فرصة للانتعاش.
توصية حكومة المملكة المتحدة ضد جميع السفر ولكن الأساسية إلى كل من اسبانيا يعني أن جميع المسافرين القادمين إلى بريطانيا من هذا البلد سوف تضطر إلى الخضوع للحجر الصحي لمدة 14 يوما.
ولم تكتف هذه الخطوة بتحطيم آمال المصطافين البريطانيين في الحصول على ملاذ هذا الصيف، بل اشعلت أيضاً حالة من عدم اليقين المتجدد داخل صناعة السياحة الأوروبية حول كيفية التخطيط للمستقبل وسط استجابات السلطات لتفشي الفاشيات الجديدة من قبل شركة “كوفيد-19”.
مما يدل على ذلك كانت القرارات التي اتخذتها شركات العطلات TUI UK و Jet2 لتعليق الرحلات الجوية إلى إسبانيا ، والتي عادة ما تكون الوجهة الصيفية الأكثر شعبية للمصطافين البريطانيين.
وقالت TUI UK في بيان: “يجب على حكومة المملكة المتحدة أن تعمل بشكل وثيق مع صناعة السفر لأن هذا المستوى من عدم اليقين والارتباك يضر بالأعمال التجارية ويخيب آمال أولئك الذين يتطلعون إلى استراحة مستحقة”.
إسبانيا تحث المملكة المتحدة على عكس الحجر الصحي على المسافرين العائدين
ودافع رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون اليوم عن القرار قائلا ان من واجب حكومته حماية المملكة المتحدة من ارتفاع جديد فى الفيروس التاجى .
“لنكن واضحين تماماً بشأن ما يحدث في أوروبا، بين بعض أصدقائنا الأوروبيين. أخشى أنك بدأت ترى في بعض الأماكن علامات الموجة الثانية من الوباء”.
واضاف “اخشى ان نرى بوادر موجة ثانية في دول اخرى، فان مهمتنا وواجبنا حقا ان نتصرف بسرعة وحزم”.
وأضاف جونسون أنه يمكن أن تكون هناك تغييرات أخرى لنصائح السفر على الخط الذي يؤثر على جميع أنحاء أوروبا.
المملكة المتحدة لديها أعلى حصيلة رسمية للوفيات بفيروس كورونا في أوروبا مع أكثر من 45،000 حالة وفاة. أحد الأسباب المذكورة لذلك هو أن العديد من المسافرين أعادوا الفيروس خلال عطلة المدرسة في فبراير بعد رحلات التزلج في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا.
وقال البروفسور كيث نيل عالم الاوبئة في جامعة نوتنغهام انه من المنطقي تقديم النصح بعدم السفر الى اسبانيا في موسم الاعياد الصيفية.
وقال نيل ” ان بعض الناس انتقدوا عدم وجود اشعار ، بيد انه مع تزايد القضايا فان اى تأخير لن يزيد سوى عدد القضايا فى المملكة المتحدة ” .
لكن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز وصف التوصية الجديدة بأنها “خطأ”، قائلاً إن الطفرة في الحالات الجديدة من نوع “كونفيد-19” تتركز فقط في منطقتي كتالونيا وأراغون وأقل حدة بكثير من عدد الحالات المبلغ عنها في المملكة المتحدة نفسها.
وتحدث سانشيز بينما نشرت الارقام التى تظهر ان بلاده قضت على اكثر من مليون وظيفة فى الربع الثانى من هذا العام .
وذكرت وكالة الاحصاءات الرسمية الاسبانية يوم الثلاثاء ان معظم الوظائف المفقودة والبالغ عددها 1.07 مليون وظيفة كانت فى قطاع الخدمات , وكانت اكثر المناطق تضررا كاتالونيا والاندلس ومدريد .
إسبانيا تصر على أن الفيروس التاجي “تحت السيطرة” مع تعرض القيود المفروضة على السفر للسياحة
وحاول وزير الخارجية الاسبانى ارانتشا جونزاليز ايالا توجيه لهجة تصالحية قائلا ان مدريد تحاول حمل الحكومة البريطانية على التركيز على البيانات العلمية حيث ان الفاشيات واردة فى مناطق محددة داخل اسبانيا , بينما تعد معدلات الاصابة بالفيروس التاجى فى جزر العطلات فى البلاد اقل بكثير من المملكة المتحدة .
وقال ايالا فى مؤتمر صحفى فى اثينا خلال زيارة رسمية لليونان يوم الثلاثاء ان اسبانيا ما زالت اُحاول ايجاد حل يفى بمعايير وبائية .
ومن ناحية اخرى ، جعلت حكومة مدريد الاقليمية اليوم استخدام اقنعة الوجه الزامية فى جميع المناطق العامة وحد من عدد الاشخاص الذين يمكنهم التجمع فى مكان واحد كجزء من حملة للحد من تفشى الفيروس التاجى الجديد .
وقالت رئيسة الحكومة الاقليمية ايزابيل دياز ايوسو انه لا يمكن حضور اكثر من 10 اشخاص فى التجمعات الخاصة ، بينما يتعين على اماكن الحياة الليلية اغلاق ابوابها فى الساعة الواحدة صباحا – فى وقت مبكر وفقا للمعايير الاسبانية .
وقال دياز أيوسو إن حملة إعلامية ستركز على الشباب، الذين يُلامون إلى حد كبير على نشر الفيروس التاجي خلال حياتهم الاجتماعية. وقالت إن الشباب “لديهم في أيديهم لعكس هذا الاتجاه”.
وتأتي نصيحة السفر البريطانية في أعقاب قرارات مماثلة من حكومات أوروبية أخرى، بما في ذلك النرويج، التي أمرت والحجر الصحي لمدة 10 أيام للأشخاص العائدين من شبه الجزيرة الإيبيرية بأكملها، وفرنسا، التي حثت مواطنيها على عدم زيارة كاتالونيا.
لم تتبع السلطات الألمانية مسار المملكة المتحدة في إسبانيا، لكنها نصحت بعدم السفر إلى كاتالونيا ومنطقتين إسبانيتين أخريين في ضوء ارتفاع عدوى الفيروس التاجي.
وتنص مذكرة نشرتها وزارة الخارجية اليوم الثلاثاء على عدم “السفر السياحي غير الجوهري” الى كاتالونيا وجارتها الغربية اراغون ونافارا في شمال اسبانيا. ويشير التقرير إلى ارتفاع في أرقام العدوى و”الإغلاق المحلي”.
ومن ناحية اخرى ، ناشد المركز الوطنى الالمانى لمكافحة الامراض مواطنيه الابقاء على قواعد الابتعاد والنظافة وارتداء الاع قناع ووقف ارتفاع الاصابات الجديدة بالفيروس التاجى .
وقال لوثار ويلير رئيس معهد روبرت كوخ ان التطورات التى حدثت خلال الاسبوعين الماضيين ” مقلقة للغاية ” .
وأشار فايلر إلى دراسات تشير إلى أن الناس أصبحوا أقل قلقا بشأن COVID-19 وأقل قبولا لقواعد مكافحة الفيروس.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت المانيا تشهد بداية موجة ثانية من الفيروس التاجي، اجاب فايلر “لا نعرف ما اذا كانت هذه بداية موجة ثانية، لكن بالطبع يمكن ان تكون. وسوف تبدأ مع ارتفاع الأرقام … إذا كنا جميعا الحفاظ على هذه القواعد ، وأنا لا تزال متفائلة بأننا يمكن أن تمنع هذا “.