يعقد قادة الصين والاتحاد الأوروبي قمة بالفيديو يوم الاثنين وسط توترات بشأن التعريفات الجمركية الجديدة على الشركات الصينية وإجراءات بكين بشأن هونج كونج، فضلا عن المخاوف من أن تشتري بكين شركات أوروبية أضعفتها أزمة كوفيد-19. وتأتي المحادثات على خلفية تصاعد الخطاب العدائي تجاه الصين من الولايات المتحدة.
يعقد القادة الصينيون وكبار مسئولى الاتحاد الأوربى قمة بالفيديو اليوم الاثنين مع تصاعد التوترات بسبب التعريفات الجديدة التى تستهدف الشركات الصينية وانزعاج الأوربي من حزم بكين على الساحة العالمية .
وسيناقش رؤساء المؤسسات الرئيسية في الاتحاد الأوروبي الفيروس التاجي مع كبار القادة الصينيين، بعد أن أثارت بروكسل غضب بكين باتهامها بشن حملة تضليل حول الوباء.
وسيمثل الاتحاد الاوروبي رئيس المجلس الاوروبي تشارلز ميشال ورئيسة المفوضية الاوروبية اورسولا فون دير لاين.
وسيكون رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ الممثل الصيني الرئيسي، ومن المتوقع أيضا أن ينل الرئيس شي جين بينغ بيانا بالفيديو.
وتقول الصين والاتحاد الاوروبى انهما يريدان تعزيز العلاقات ، بيد ان العلاقات متشابكة فى سلسلة من الخلافات حول موضوعات تتراوح بين قواعد التجارة والاستثمار وحقوق الانسان والامن القومى .
وقال سفير بكين لدى الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي إن محادثات يوم الاثنين كانت فرصة لجعل العلاقات أكثر إنتاجية وجوهرية من خلال اغتنام الفرص ومعالجة التحديات”.
اقرأ أيضا :مصر تقرّر أن تدخل جيشها في ليبيا “إذا لزم الأمر”
الا انه انتقد بروكسل بشأن خطط قواعد اكثر صرامة للشركات الاجنبية المدعومة بشدة والتى تستهدف بشكل خاص الشركات الصينية قائلا ان الاتحاد الاوروبى لا يمارس الانفتاح الذى يبشر به للاخرين .
لقد واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حرباً تجارية مع الصين، وحذر الأسبوع الماضي من “الانفصال الكامل” بينما يشير إلى أن الفيروس التاجي الجديد يسمى أحياناً “الكونغ إنفلونزا”، في جيب في الصين.
لقد اتخذ الاتحاد الأوروبي نهجاً أكثر توازناً، حيث وصف الصين بأنها “منافس نظامي ومنافس”، بل كشريك في بعض القضايا. وقد حث رئيس السياسة الخارجية فى الكتلة جوسيب بوريل على اتباع اسلوب متشدد .
وفي محادثات مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأسبوع الماضي، اقترح بوريل إجراء حوار مع واشنطن يهدف إلى تشكيل جبهة مشتركة عبر المحيط الأطلسي ضد بكين – على الرغم من أنه شدد أيضاً على أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يسعى إلى تحقيق مصالحه الخاصة وليس مجرد الخط الأمريكي.
حقوق الإنسان
وقد سعت الكتلة إلى تحدي الصين بشأن قضايا حقوق الإنسان مثل التبت وهونغ كونغ، حيث تشعر العواصم الأوروبية بقلق بالغ إزاء قانون بكين الأمني الجديد المقترح.
وكان الاتحاد الأوروبي قد طالب يوم الجمعة بالإفراج الفوري عن محام صيني في مجال حقوق الإنسان مسجون بتهمة “التحريض على تقويض سلطة الدولة” بعد أن كتب رسالة مفتوحة تدعو إلى إجراء إصلاحات دستورية.
ولكن في حين أن مثل هذه الدعوات أثارت غضب بكين من حين لآخر، إلا أنها لم تفعل شيئاً لتغيير مسار الصين، ومن غير المتوقع أن تتزحزح يوم الاثنين.
وقال كوي هونغ جيان من المعهد الصيني للدراسات الدولية ان المسؤولين سيدافعون عن موقفهم من هونغ كونغ ويشرحون الحاجة الى القانون الجديد كما فعل وزير الخارجية وانغ يي في المحادثات الاخيرة مع نظرائه في الاتحاد الاوروبي.
لقد تعثرت جهود الاتحاد الأوروبي للوقوف في وجه الصين التي يزداد حزماً من قِبَل الرئيس شي بسبب الافتقار إلى الوحدة بين دوله الأعضاء الـ 27، والتي كان العديد منها يتودد إليها العملاق الآسيوي.
وقد ابرز اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبى الشهر الماضى مخصص للصين نضالات التكتل — اعرب بوريل عن ” قلقه الشديد ” ازاء الحملة الامنية التى تشنها بكين فى هونج كونج ، بيد انه قال ان العقوبات غير وارد .
التجارة والاستثمار
وقد اعلنت المفوضية الاوروبية ، الجهاز التنفيذى للتكتل ، خططا لتشريع جديد يهدف الى ضمان عدم تشويه الشركات الاجنبية التى تدعمها الاعانات الحكومية الثقيلة للمنافسة فى اوروبا .
وهناك قلق خاص بشأن قيام الشركات الصينية بالانقضاض لشراء الشركات الأوروبية التي أضعفها الركود الناجم عن الفيروس التاجي.
وعلى وجه التحديد، فرض الاتحاد الأوروبي، الذي استهدف على وجه التحديد الامتداد العالمي للصين، يوم الاثنين الماضي، رسوماً جمركية غير مسبوقة على الإعانات الصينية للمصدرين، ولكن ليس على تلك الموجودة في الصين نفسها.
وشمل هذا الإجراء واردات الاتحاد الأوروبي من مصر من أقمشة الألياف الزجاجية التي صنعتها شركات تابعة لشركتين صينيتين.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يستهدف فيها الاتحاد الأوروبي الإعانات التي تمنحها دولة ما للمصدرين الموجودين في دولة أخرى.
ومن ناحية اخرى ، مازالت المحادثات حول اتفاقية الاستثمار بين الصين والاتحاد الاوروبى فى طريق مسدود بالرغم من التعهد المشترك بمحاولة الوصول الى مكان ما بنهاية العام خلال رئاسة المانيا للاتحاد الاوروبى .